ما هي توقعات الفضة لعام 2018 وإلى أين تتجه؟

على الرغم من تربع الذهب لقائمة المعادن الثمينة الا ان سوق الفضة ازدهر هذا العام وفقاً لأحدث تقرير صادر من معهد الفضة. كتبنا مسبقاً عن الخصاص الفريدة للفضة ودورها في الإنتاج الاقتصادي العالمي ووسيلة استثمارية جذابة للتجار، وبحسب التوقعات يبدو أنها ستلعب دوراً كبيراً في 2018.

الطلب على الفضة

على الرغم من التنوع الكبير لاستعمالات الفضة، ولكنها تستخدم بكميات قليلة، مع ذلك فإن ارتفاع حجم استخدامات الفضة قد تؤثر بشكل إيجابي على الاستهلاك الصناعي للفضة هذا العام.

حققت الفضة أعلى مستوى في الاستخدامات الصناعية عالميا، ومثلت 60% من الطلب العالمي على المعادن في 2017، وقد يزداد أكثر هذا العام. من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفضة نتيجة استخدامها في صناعة المركبات المتحركة (والتي تنمو بدورها)، نظراً لقدرة الفضة الخارقة على التوصيل الكهربائي.

ويرتبط إنتاج الألواح الشمسية ارتباطاً إيجابياُ بارتفاع الطلب على الفضة نظراً لاستخدامه في التطبيقات الكهروضوئية على مدى السنوات الأخيرة. بلغ الطلب على الفضة عام 2017 ما يقدر بنحو 92 مليون أونصة، ويتوقع معهد الفضة أن يزداد الطلب هذا العام ليسجل رقماً قياسياً جديداً. قد تكون مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة والاستخدامات المنزلية المتزايدة في الصين، السبب الرئيسي لزيادة الطلب على الفضة.

وفقاً لمعهد الفضة، بعد ارتفاع الطلب على الفضة بنسبة 1% عام 2017، من المتوقع أن يزداد الطلب عليها في 2018 بسبب زيادة استخدامها في صناعة المجوهرات والتوسع بنسبة 4%. فصناعة المجوهرات تمثل حوالي 1/5 من الطلب العالمي للفضة، وأي طلب متزايد تغير من قيمتها بشكل ملحوظ لأن المجوهرات هي من أكثر الاستخدامات المميزة للفضة.

من ناحية أخرى، انخفض الطلب على الفضة في تشكيل السبائك بشكل كبير عام 2017 لتصل إلى 73 مليون أونصة فقط. وقد تأثرت الولايات المتحدة بشكل كبير بهذا الانخفاض، حيث تراجع الطلب على المعادن الثمينة نظراً لانتعاش أسواق الأسهم وازدهار العملات الرقمية. ومن المتوقع أن تتجه بعض الاستثمارات نحو المعادن الثمينة نتيجة الركود في سوق الأسهم والتباطؤ في العملات الرقمية.

من المتوقع أن ترتفع مقتنيات الفضة المتداولة في الأسواق المالية (ETP) بنحو حوالي 3% عام 2018. بلغت مقتنيات الفضة المتداولة في الأسواق المالية رقماً قياساً بنحو 670 مليون أونصة في نهاية عام 2017. على الرغم من استقرار النمو منذ عام 2012، يُعد هبوط الفضة المتداولة في الأسواق المالية أمر ناد الحدوث، حيث شهدت انخفاضاً طفيفاً في المقتنيات السنوية مرتين فقط منذ البدء العمل بها في عام 2002.

تعتبر الهند تحديداً من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب على الفضة، حيث تضاعفت وارداتها من الفضة عام 2017 إلى حوالي 183 مليون أونصة عن العام السابق. ويعود هذا الارتفاع إلى الطلب المستمر على المجوهرات، ومعدل الضريبة الجديد على المعادن الثمينة التي أدخلت على ضريبية السلع والخدمات الجديدة. ارتفع الطلب على الفضة من تجار التجزئة بشكل ملحوظ العام الماضي في الهند، ويتوقع المعهد أن يبقى الطلب قوياً عام 2018 من صناع المجوهرات.

المعروض من الفضة

انخفض الإنتاج العالمي من المناجم بنحو 1% عام 2016، وهو أول انخفاض سنوي منذ 14 عاماً. واستمر هذا الانخفاض في عام 2017

وكان من المتوقع أن يعاني الإنتاج من انكماش آخر بنسبة 2% ليصل إلى 870 مليون أونصة.

من المتوقع ان يقل الإنتاج مجدداً عام 2018 نتيجة انقطاع الإنتاج في أمريكا الجنوبية وانخفاض الإنفاق من المنتجين الرئيسيين خلال السنوات الخمسة الأخيرة. ومع ذلك، قد يوفر الانتعاش القوي في أسعار المعادن الأساسية بعض الدعم في الإنتاج عام 2018

أظهرت الفضة الخردة بعض التحسن عام 2017 بسبب زيادة عملية إعادة تدوير نفايات المصانع. على الرغم من تراجع المعروض من الخردة عام 2011 ولكن من المتوقع ان يستقر عند حوالي 150 مليون أونصة – أي 15% من إجمالي معروض الفضة

التوازن بين العرض والطلب في السوق

من المتوقع ان يعاني التوازن في سوق الفضة (إجمالي العرض – إجمالي الطلب) من عجز طفيف مرة أخرى عام 2018، حيث وصل كل من العرض والطلب إلى ما يزيد عن مليار أونصة. ويمكن تخفيف هذا النقص من خلال المخزونات الموجودة فوق سطح الأرض، والتي تعتبر تطوراً إيجابياً، حيث ارتفع المخزونات الموجودة فوق الأرض بنسبة 9% العام الماضي وسط ضعف الطلب على الاحتياطيات المادية في الولايات الأمريكية وآسيا.  

سعر الفضة

من المتوقع أن يعاني سعر الفضة من بعض التقلبات عام 2018 بعد انخفاضها نصف بالمئة فقط عام 2017 إلى متوسط 17.05 دولار أمريكي للأونصة. يعتقد المعهد أن هناك مجالاً للتحسن والثقة حول عودة سعر الفضة إلى المعدل الطبيعي على المدى الطويل. ويجب أن يؤثر التوجه للاستثمار في الذهب بشكل إيجابي على الفضة باختيارها كبديل أرخص من قبل المستثمرين.

 

المصدر: معهد الفضة

نبذة عن المؤلف

إن الكاتب هو خبير في مجال التداول بالأصول المتعددة.