ستانلي دراكينميلر

نشأ ستانلي دراكينميلر في عائلة من الطبقة المتوسطة في فيلادلفيا، وتخرج عام 1975 وحصل على درجة البكاوريس في اللغة الانجليزية والاقتصاد من كلية Bowdoin، وبالرغم من أنه بدأ خطوات الحصول على درجة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة ميتشيجان، إلا أنه تخلى عنها حتى يحصل على وظيفة محلل للنفط في بنك بيتسيرج الوطني.

في عام 1977 أصبح دراكينميلر رئيس قسم الأبحاث في بنك بيتسيرج الوطني، وبحلول عام 1981 ترك منصبه لإنشاء العمل الخاص به "Duquesne Capital". وفي عام 1988، قام جورج سوروس بتوظيفه للإشراف على صندوق كوانتوم.

في الوقت الذي كان فيه سوروس يقوم ببيع الجنيه الاسترليني في عام 1992 وحقق أرباحًا وصلت لمليار دولار، كان دراكينميلر لا يزال يعمل مع سوروس، وقام بالمراهنة على المارك الألماني قبل سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية وحينها كانت العملة الألمانية عند مستويات متدنية للغاية.

في البداية راهن دراكينميلر بعدة ملايين على أن المارك الألماني سيرتفع، ثم بعد ذلك قام بزيادة شرائه إلى حوالي 2 مليار دولار، وارتفع المارك الألماني وحقق دراكينميلر أرباحًا بمليار دولار للصندوق.

انفصل دراكينميلر عن سوروس في عام 2000 بعد مجموعة من الخسائر في قطاع التكنولوجيا، وانصب تركيزه على شركته الخاصة حتى عام 2010 حينما أعلن إغلاقها بسبب عدم قدرة الشركة على تقديم عوائد عالية للعملاء بالرغم من أن الصندوق الذي كانت تُديره شركته ذو سجل ممتاز بمتوسط عائد سنوي 30% تقريبًا ولم يتم تسجيل أي سنة خاسرة. وكانت قد بلغت قيمة الاستثمارات في صندوق Duquesne حوالي 12 مليار دولار قام بإعادتها للعملاء مرة أخرى.

تبلغ ثروة ستانلي دراكينميلر في الوقت الحالي حوالي 4.7 مليار دولار قام بجمعها من عمله كمدير لصندوق تحوط لمدة أكثر من 30 عامًا، وحاليًا يقوم بإدارة ماله الخاص من خلال شركة عائلية. في النصف الأول من عام 2017، قام بالاستثمار في الملياردير الصيني جاك ما عملاق التجارة الالكترونية "علي بابا" وكذلك في ميكروسوفت وفيسبوك.

وكانت فلسفته في الاستثمار هو أسلوب الاستثمار من أعلى إلى أسفل وهو نهج استثماري يتضمن النظر إلى الصورة العامة للاقتصاد ثم تقسيم المكونات المختلفة إلى تفاصيل أكثر دقة، وهو نفس الأسلوب الذي يتبعه جورج سوروس. وبشكل أساسي، يعتمد هذا المنهج من الاستثمار على الشراء أو البيع في عدد من المجالات استنادًا على وجهة نظر المستثمر في احتمالية التغيرات في الاقتصاد الجزئي.

وقال سكوت بيسينت، أحد اكبر مدراء الاستثمار في صندوق سوروس بأن أفضل آلة لصُنع النقود في التاريخ هو شخص بالقدرة التحليلية لجيم روجر، والقدرة على التداول كجورج سوروس، وشخص يأخذ المخاطرة، وهذا ما وصف به ستانلي دراكينميلر.

شخص كـ ستانلي دراكينميلر لم يكن لديه سنة واحدة خسارة، ولك يكن لديه سوي خمسة أرباع خاسرة من أصل 120. وكان في قمة مجده يُدير أكثر من 20 مليار دولار. وعند دراسة شخصية دراكينميلر تجده كأنه تم بنائه في مختبر وتم تجميعه قطعة قطعه لبناء متداول مثالي وذلك بسبب سمات شخصية كان بتسم بها مثل، المرونة العقلية والتفكير المستقل والفضول الدؤوب.

ويقول دراكينميلر أنه لطالما أحبب الألعاب ومواجهتها وأن الاستثمار هو لعبة كبيرة، ويجب أن نكون حاسمين وذوو عقلية منفتحة ومرنة وأيضًا تنافسية. وينصح أيضًا بأنه إذا كنت في مرحلة مبكرة من حياتك المهنية وأمامك الاختيار بين أن يكون لك معلم عظيم أو راتب أعلى يجب أن تختار هذا المعلم في كل مرة، بمعنى أنه لا يُمكنك التوقف عن التعلم مهما بلغت.

نبذة عن المؤلف

The author is an expert in the field of multi-asset trading.