انتاب الدولار الأمريكي حالة من الضعف خلال تداولات أمس الثلاثاء بعدما وعدت وزيرة الخزانة جانيت يلين بمزيد من التحفيز الفترة المقبلة، حيث أشارت إلى ضرورة التصرف بشكل كبير وسريع للتصدي للمخاطر الناجمة عن تفشي فيروس كورونا بحجة أن العوائد على الاقتصاد ستكون أكبر بكثير من معدلات الدين المرتفعة.
في أكثر من ثلاثة ساعات من شهادة رئيس الفيدرالي الأمريكي السابقة يلين أمام مجلس الشيوخ أكدت على ضرورة اللجوء إلى زيادة الضرائب على الفائة الأكثر ثراءًا وعلى الشركات بغرض تمويل خطط بايدن التحفيزية والانفاق على البنية التحتية وتحسين أداء قطاع سوق العمل.
فيما أكدت على ضرورة ترك الدولار الأمريكي لقوى العرض والطلب على عكس ما حاول ترامب فعله طوال الأعوام الماضية لتشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج إلى دولار ضعيف لزيادة الميزة التنافسية للسلع والخدمات، بل وعلينا أن نقف أمام ونتصدى لأي دول أخرى تحاول فعل ذلك.
ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء استجابةً لدعوة يلين لحزمة تحفيز ضخمة ، فضلاً عن تحديثات أرباح البنوك الإيجابية ليعود الداو جونز إلى مستويات 31000. في حين انخفضت عوائد سندات الخزانة بشكل طفيف إثر تعليقاتها على ضرورة إلغاء أجزاء من الإصلاح الضريبي 2017.
هذا وحدد بايدن ، الذي سيؤدي اليمين الدستورية يوم الأربعاء ، اقتراح حزمة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار الأسبوع الماضي ، قائلاً إن هناك حاجة إلى استثمارات جريئة لتحفيز الاقتصاد وتسريع توزيع اللقاحات للسيطرة على الفيروس.
وواصل الدولار الأمريكي تراجعه أمام أغلب العملات الرئيسية اليوم الأربعاء ليصل مؤشر الدولار والذي يقيس قيمة العملة مقابل ستة عملات رئيسية إلى مستويات 90.38. في الوقت الذي تلقى فيه اليورو مزيدًا من الدعم بعد انحسار الاضطرابات السياسية في إيطاليا وتحسن معنويات الأسواق في ألمانيا ليصل اليورو دولار إلى مستويات 1.2150.
وبالطبع كانت السلع هي أكبر المستفيدة من تراجع الدولار الأمريكي، حيث ارتفع النفط على خلفية تحسن تطلعات الطلب الفترة المقبلة بعد التدابير التحفيزية القوية التي وعدت بها الإدارة الأمريكية الجديدة.
وارتفع خام غرب تكساس في التعاملات المبكرة بنسبة 0.7% إلى مستويات 53.35 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام برنت بنسبة 0.6% إلى مستويات 56.25 دولار للبرميل. على الجانب الأخلار، واصل الذهب ارتفاعه لليوم الرابع على التوالي ليصل إلى مستويات 1860 دولار للأونصة.
