مامصير الدولار الأمريكي على المدى القصير والطويل؟

17 يناير 2021 12:29 م

يعاني الدولار الأمريكي منذ فترة ليس بالقليلة حالة من الوهن والضعف في ظل غياب المحفزات وتوجه المستثمرين للعديد من الأصول والملاذات الآمنة. وارتفع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي مع إقبال المستثمرين على الأصول النقدية والعزوف عن المخاطرة في أعقاب صدور بيانات اقتصادية سلبية.

وانخفض مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكية بنسبة 0.7% في ديسمبر/كانون الأول الماضي على خلاف توقعات باستقرار المؤشر، فيما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.3% مقارنة بتوقعات ارتفاعه بنسبة 0.4%.. وباستثناء مبيعات الطاقة والغذاء، هبط مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكية بقيمته الأساسية بنسبة 1.4% في ديسمبر/كانون الأول بينما أشارت التوقعات إلى انخفاض بنسبة 0.1%..


وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد أعلن عن تفاصيل خطته المقترحة بضخ 1.9 تريليون دولار لتحفيز الاقتصاد في مواجهة تداعيات أزمة كورونا. وكشف بايدن خطته للإنعاش والتحفيز، تهدف إلى مساعدات العائلات والشركات المتضررة من الوباء. وتنص خطة بايدن على دفع شيكات جديدة، بقيمة 1400 دولار لكل شخص، وتمدد مهلة دفع إعانات البطالة التي ستزداد بقيمة 400 دولار أسبوعيا لكل شخص، حتى 30 سبتمبر 2021.

ومن أبرز نقاط الخطة، زيادة الحد الأدنى للأجور ليرتفع إلى أكثر من النصف ويصبح 15 دولارا في الساعة. وتنص على تخصيص عشرين مليار دولار لتسريع وتيرة اللقاحات، وخمسين مليار دولار لزيادة عدد الفحوص الطبية للكشف عن فيروس كورونا المستجد.

وارتفع مؤشر الدولار بعد أن بلغ أدنى مستوياته منذ مارس/آذار 2018 الأسبوع الماضي، إذ ضغط احتمال تقديم المزيد من التحفيز على عوائد السندات الحكومية الأميركية، مما دفع عائد سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات فوق 1%، للمرة الأولى منذ مارس/آذار.

وعلى الرغم من أن الكثير يتوقع أن تواصل العملة الأميركية الانخفاض الذي تراجعت في ظله قرابة 7%، في العام الماضي مقابل عملات رئيسية في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا، فهناك ثمة آراء تشير لاحتمالية أن ارتفاع عوائد السندات سيخفف ذلك الضعف.

وجاءت معظم مكاسب الدولار خلال الأسبوع الماضي عقب إعلان بايدن خطة التحفيز، ليرتفع مؤشر الدولار خلال تداولات الجمعة الماضي من مستويات 90.24 الى 90.78.وعززت خطة بايدن لتقديم مساعدات تريليونية للتخفيف من تداعيات فيروس كورونا عوائد سندات الخزانة الأمريكية،

حيث ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات لتصل قرب أعلى مستوى في 10 أشهر وساعدت على رفع الدولار.ومن المحتمل أن يواصل الدولار ارتفاعه مع ارتفاع عوائد السندات الأميركية، وربما على المدى القريب سيواصل الدولار قوته، مع استمرار ارتفاع عوائد الـ 10 سنوات لسندات الخزانة الأميركية.

لكن مؤشر الدولار على المدى الطويل من المتوقع أن يتراجع حيث يتنبه المستثمرون بشكل متزايد لتأثير ارتفاع عائدات السندات الإيجابي على الدولار، وبمجرد أن تستقر إدارة بايدن، فهناك أسباب كافية للاعتقاد بأن الاتجاه الهابط للدولار السائد سوف يعيد تأكيد نفسه، وسيكون هناك الكثير من الدولارات حولها وهذا يميل إلى تآكل قيمة الدولار

لأن زيادة الإنفاق المالي قادمة وسياسة التحفيز والإجراءات الحكومية مستمرة لدعم الاقتصاد الأمريكي وأن الفدرالي الأمريكي لن يقوم برفع أسعار الفائدة حتى عام 2024 فهي كله أسباب داعمة للانخفاض ، مما يتطلب مبيعات سندات حكومية أعلى بشكل متناسب لتمويلها .

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط