تراجعت أسعار الذهب بحدة عقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي والذي أعلن عن التوقعات الاقتصادية، حيث قام بتثبيت الفائدة في نطاق بين 0.0% و0.25%، وثبّت برنامج شراء الأصول عند 120 مليار دولار شهرياً مقسمّة بين 80 مليار شهرياً لحيازة سندات الخزانة الامريكية و40 مليار لحيازة السندات المدعومة بالرهن العقاري.
في نفس الوقت، أظهر منحنى الـ Dot Plot للفيدرالي بأن 7 أعضاء يؤيدون رفع الفائدة في 2022 مقابل 4 أعضاء في الاجتماع السابق، كما أن الأغلبية من أعضاء الفيدرالي يتوقّعون رفع الفائدة مرتين خلال عام 2023. وبسبب هذه التغيّرات، ارتفع الدولار بقوّة مقابل سلّة من العملات الرئيسية، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات مما ضغط على أسعار الذهب يوم أمس، واستمرت التراجعات لأسعار الذهب اليوم في أكبر انخفاض له في خمسة أشهر.
فيما يواصل المستثمرون استيعاب قرار السياسة الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي أشار إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
ولكن موجة صعوده التي شهدناها في جلسة اليوم تأتي على نحو كبير نتيجة عمليات شراء للمضاربة بسبب الانخفاض وتدفق أموال سريعة لتغطية المراكز المدينة، أكثر من كونها منحًا للثقة للمعدن الأصفر.
ويجب التعامل بحذر مع أسعار الذهب لنرى كيف ستتوجه وتقرأ الأسواق خلال الفترة القادمة قرارات الفيدرالي الأمريكي.
كما ننتظر اليوم بيانات طلبات إعانات البطالة الأمريكية والتي سيكون لها تأثير قوي على الذهب حال جاءت أقوى من المتوقع.
من ناحية أخرى، أكّد الفيدرالي بأنه لو بقي التضخّم مرتفعاً واستمر في مستويات فوق هدف البنك عند متوسط 2.0%، فسوف يتّخذ الإجراءات اللازمة من أجل ضمان استقرار الأسعار. وأكد "جيروم باول" رئيس الاحتياطي بأن رغم حقيقة أن Dot Plot تُشير لاحتمال رفع الفائدة عام 2023، إلا أن هذه التوقعات لا تعتبر قرارات أو التزامات، وقد تتغيّر بناءً على الظروف الاقتصادية.
وربما الاتجاه الهابط سيكون سيد الموقف في هذه الفترة، وربما نرى مستويات دعم مهمة عند 1760 دولار للأونصة، في حال نجح في الثبات دون مستويات الدعم الحالية حول مستويات الـ 1800 دولار، أما إذا نجحت الأسعار في البقاء أعلاها فقد يدعم بعض التعافي للذهب.
