قررت أوبك وحلفاءها على زيادة الإمدادات النفطية بشكل تدريجي في الأسواق العالمية، بعد أن توصّلت كل من الإمارات العربية المتحدّة والمملكة العربية السعودية لاتفاق حول الإنتاج. وبحسب الاتفاق، سيتم زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً، يتم زيادتها شهرياً، اعتباراً من شهر أغسطس المقبل 2021حتى يتم إلغاء كامل الخفض الذي تم الاتفاق عليه مسبقاً.
وكانت منظّمة أوبك قد خفّضت الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يومياً خلال عام 2020 للحفاظ على استقرار الأسعار في ظل تأثّر الطلب العالمي بجائحة كورونا، وتم تقليص هذا الخفض حتى وصل إلى حوالي 5.8 مليون برميل يومياً، ومع الاتفاق على زيادة الإنتاج، سيكون الخفض الكلّي للمنظّمة مع بداية شهر أغسطس مقداره 5.4 مليون برميل تقريباً.
ووفقًا لبيان صادر عن المجموعة، ستمنح الصفقة أيضًا السعودية والإمارات والعراق والكويت وروسيا خطوط أساس أكثر ارتفاعاً، تُقاس على أساسها تخفيضات الإنتاج اعتبارًا من مايو 2022. وأكّد وزير الطاقة السعودي "الأمير عبد العزيز بن سلمان" في لقاء صحفي بأن المنظّمة ستواصل الاجتماع كل شهر، لمراقبة تعافي الأسواق عن كثب، ليؤكد بذلك أن المنظّمة وحلفاءها ما زالوا عازمين على الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة.
وأكّد وزير الطاقة السعودي أيضاً بأن تعديلات الأساس لإنتاج لن تؤثّر على الزيادة المرتقبة والبالغة 400 ألف برميل يومياً.
واعتباراً من شهر مايو عام 2022، سيتم تعديل خط الأساس للإنتاج الإماراتي بالرفع من 3.16 تقريباً إلى 3.5 مليون، لكن يبقى هذا أقل من المطالبات التي كانت تتراوح بين 3.8 و4 مليون برميل يومياً.
وبالنسبة لحصص الأساس، والتي سيبدأ العمل بها شهر مايو عام 2022، ستكون كما يلي بالنسبة لكبار المنتجين:
- السعودية : 11.5 مليون برميل يومياً، بارتفاع من 11 مليون برميل
- روسيا: 11.5 مليون برميل يومياً، بارتفاع من 11 مليون برميل
- العراق: 4.803 مليون برميل يومياً، بارتفاع من 4.653 مليون برميل
- الإمارات: 3.5 مليون برميل يومياً، بارتفاع من 3.168 مليون برميل.
بالتالي، سيكون الارتفاع في الإنتاج (خطوط الأساس) في المنظّمة والحلفاء من 43.853 مليون إلى 45.485 مليون برميل يومياً.
وبحسب آخر التحديثات، أكّدت وكالة الطاقة الدولية بأنها تتوقّع نمو الطب العالمي على النفط خلال هذه السنة بحوالي 5.4 مليون برميل يومياً، مع زيادة في الطلب العالمي خلال 2022 بمقدار 3 مليون برميل كمتوسط يومي.
وتدل توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن زيادة إنتاج أوبك+ يعدّ أمراً ضروري للوفاء بارتفاع الطلب العالمي، وإلا شهدت سوق الطاقة العالمية شحّاً في المعروض قد يدفع أسعار النفط لمستويات مرتفعة خطيرة على الاقتصاد العالمي. ويعتبر ارتفاع أسعار النفط السريع سبباً لتغيّر في العادات الاستهلاكية، ويضع المستهلكون حينها جزءاً أكبر من الدخل على متطلّبات الوقود، مما يعني انخفاضاً بالإنفاق على السلع الاستهلاكية الأخرى، وهذا بحد ذاته يعتبر سبباً لإضعاف إنتاجية وربحية الشركات.
سيناريوهات محتملة لأسعار النفط هذا الأسبوع:
- السيناريو الإيجابي
قد تفتتح أسعار النفط على ارتفاع مع التفاؤل بأن منظّمة أوبك+ ستبقي على خفض الإنتاج، في وقت يرتفع فيه الطلب العالمي بشكل متسارع مع إعادة فتح الاقتصاديات في العالم. فرفع الإنتاج مع بداية الشهر القادم أغسطس 2021 قد لا يكون كافياً لتعويض التسارع في نمو الطلب العالمي على النفط.
- السيناريو السلبي
قد ينظر المتداولون إلى رفع الإنتاج حتى مع أنه طفيف بأنه مترافق مع زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا عالمياً، خصوصاً في دول عظمى مثل بريطانيا واليابان وعدّة دول أوروبية. لذلك، قد تشهد أسعار النفط ضغطاً هابطاً، لكن هذا الضغط الهابط قد يكون مؤقّتاً ولا يعني تغيير جذري في الاتجاهات الصاعدة الإجمالية للسعر.
سيناريو محتمل على المدى المتوسط والطويل
رفع الإنتاج في منظّمة أوبك لا يعني عودة إنتاج المنظّمة إلى سابق عهده، بل ما زالت أوبك والحلفاء ستبقي على تخفيضات الإنتاج حتى مايو من العام المقبل، وتبقي على اتفاق أوبك+ حتى أواخر 2022. ورغم أن مثل هذه الأنباء قد تدفع أسعار النفط لبعض التذبذب وربما الانخفاض، لكن على المدى الأبعد، سيراقب المتداولون تزايد الطلب العالمي والمخزون الأمريكي الذي انخفض بشكل خلال الأشهر القليلة الماضية، مما سيقدّم دفعة صاعدة جديدة لأسعار النفط وتعاود الارتفاع.
