هذا الأسبوع، ستزداد فرص التداول مع انتظار مستجدات كورونا والاقتصاد العالمي

هذا الأسبوع، ستزداد فرص التداول مع انتظار مستجدات كورونا والاقتصاد العالمي

3 مايو 2020 12:14 م

ينتظر المتداولون هذا الأسبوع بيانات اقتصادية غاية في الأهمية، وتحديداً من الولايات المتحدّة الأمريكية. حيث ستكون أيام الأربعاء والخميس والجمعة خاصة بأسواق الوظائف الأمريكية، والتي من المتوقع خلالها أن نشهد أسوأ بيانات للوظائف الأمريكية عبر التاريخ. لكن في نفس الوقت، ستنتظر الأسواق أي مستجدات بخصوص انتشار فيروس كورونا، فانتشار الفيروس هو الذي يسبب كل هذا الدمار في الاقتصاد العالمي، وتباطؤ الانتشار أو تسارعه سيكون مؤثّراً وبشدّة في الأسواق.

إلى جانب ذلك، سيتابع المتداولون أي مستجدات بخصوص العلاقات السياسية الأمريكية الصينية، حيث ازداد التوتّر السياسي بعدما تعالت هتافات اتهام الإدارة الأمريكية للصين بأنها السبب وراء انتشار الفيروس، فتارة نرى اتهاماً بأن الصين هي من صنّعت الفيروس بمعاملها وخرج عن السيطرة، ومن جهة أخرى نلاحظ اتهاماً للصين بأنها لم تتخذ الإجراءات الكافية لاحتواء الفيروس ومنع انتشاره عالمياً.

وصرّح الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي قائلاً بأن اتفاق التجارة الذي تم إبرامه مع الصين بصعوبة كبيرة أًصبح الآن بالنسبة له ذا أهمية ثانوية، مركّزاً على جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية ربما ستفرض رسوماً جمركية جديدة على بكيّن. وقال ترامب بأن مخاوفه تتمحور حالياً حول نشأة وانتشار الفيروس وهو ما يحظى باهتمامه وأولوياته حالياً. ورغم أن الرئيس الأمريكي قال للصحفيين بأن الصين ملتزمة بزيادة مشترياتها من الولايات المتحدّة، إلا أن ذلك أًصبح ثانوياً بالنسبة لما يحصل بسبب الفيروس، وأن وضع الفيروس ليس مقبول تماماً.

وبحسب موقع statista، وصل عدد الإصابات اليوم الأحد لأكثر من 3.4 مليون إصابة، ووصلت حالات الوفاة لأكثر من 240 ألف حالة. وبحسب الموقع، يعتبر فيروس كوفيد 19 الفيروس رقم 9 ضمن الفيروسات العشر الأكثر فتكاً التي مرّت خلال الـ50 عاماً الماضية.

وبسبب انتشار الفيروس، أجبرت العديد من الحكومات في العالم على اتخاذ إجراءات حجر تباينت بين إجراءات شاملة وجزئية، وأفادت آخر التصريحات الرسمية من الإدارة الأمريكية بأن هذا الشهر مايو سنشهد فيه إعادة فتح الاقتصاد على ثلاث مراحل تدريجياً. لكن المخاوف كبيرة جداً في أن تكون إعادة فتح الاقتصاد سبب لتفشّي جديد بالفيروس، خصوصاً وأن عدد الحالات القائمة ما يزال بارتفاع مستمر. ووصلت عدد الحالات القائمة في الولايات المتحدّة لأكثر من 920 ألف، فيما وصل عدد الحالات الإجمالي إلى ما يزيد عن 1.16 مليون إصابة، وعدد وفيات فاق الـ67 ألف.

ومن المحتمل أن تظهر بيانات يوم الأربعاء المقبل أكبر ارتفاع تاريخي في عدد تسريحات العمل من القطاعات الخاصة، حيث تشير التوقعات إلى أن أكثر من 20 مليون شخص قد فقدوا وظائفهم في القطاعات الخاصة، فيما تشير توقعات بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات الغير زراعية احتمال أن يكون أكثر من 21 مليون أمريكي فقدوا وظائفهم. كما أن التوقعات تظهر احتمال ارتفاع نسبة البطالة إلى 16%، في أكبر ارتفاع قياسي للبطالة كمقدار تغيّر.

ويوم غد الإثنين، سننتظر التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، وهو تقرير يصدر من المفوّضية الأوروبية، ولا شك في أن ليس هنالك خلاف بين المحللين من احتمال أن يظهر أسوأ ركود اقتصادي محتمل منذ الحرب العالمية الثانية. فيما يوم الثلاثاء سنتوقف مع قرار بنك أسترالي المركزي لأسعار الفائدة وبيانات الميزان التجاري الكندي والأمريكي، وفوق ذلك سنكون مع بيانات مؤشر ISM للقطاعات الغير تصنيعية والذي من المتوقّع أن يظهر أسوأ قراءة له منذ الأزمة المالية العالمية 2008-2009، بل ربما أسوأ قراءة قياسية عبر التاريخ.

إلى جانب بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية الأمريكية المتوقع لها إظهار تقديم 3 ملايين شخص لطلبات الإعانة، سننتظر يوم الخميس قرار بنك بريطانيا المركزي لأسعار الفائدة وسياساته المالية والنقدية، كما سننتظر بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات في الصين والميزان التجاري الصيني، وهذه البيانات ربما ستكون مؤشّر لما ينتظر العالم من نتائج اقتصادية بعد انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا واحتواء المرض. لذلك، سيهتم المتداولون بشكل كبير في البيانات الاقتصادية الصينية لتقدير ما سيكون عليه الوضع الاقتصادي عالمياً بعد احتواء الفيروس.

ومن الأمور التي يجب متابعتها هذا الأسبوع، محادثات أمريكية بريطانية رغم انتشار فيروس كورونا، حيث أن صحيفة "ذا صن" أشارت يوم الجمعة الماضي بأن وزراء بريطانيين سيدخلون مرحلة محادثات تجارة مع الولايات المتحدّة الأمريكية هذا الأسبوع.

كل ما سبق، سيكون له أثر كبير على الأسواق المالية، وقد نشهد تذبذباً كبيراً وربما حركات سريعة بعض الأحيان في الأدوات الاستثمارية المتاحة للتداول. وبالتالي، العديد من فرص التداول سوف تنشأ في الأسواق، لكن مع مراعاة إدارة المخاطرة المناسبة لتجنّب الوقوع في مخاطرة تنشأ بسبب الحركات السعرية الأكبر من المعتاد، وتجنّب تلك الحركات في حال عاكست التوقعات، والاستفادة منها قدر الإمكان في حال طابقت التوقعات.

 

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط