هل سنرى الـ1800 دولار على أسعار الذهب هذا الأسبوع؟

هل سنرى الـ1800 دولار على أسعار الذهب هذا الأسبوع؟

28 يونيو 2020 03:50 م

ارتفعت أسعار الذهب خلال الأسابيع الثلاث الماضية بشكل ملموس، وقد لامست الأعلى لها منذ سبتمبر عام 2012 عند سعر 1779 دولار للأونصة، مستفيدة من طلب الذهب كملاذ آمن من الظروف الاقتصادية الضبابية إلى جانب طلب الذهب لتغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية للنقد في ظل سياسات البنوك المركزية وضخ السيولة الهائل من الحكومات حول العالم لمواجهة آثار جائحة كورونا التي أدخلت الاقتصاد العالمي في أسوأ مراحله منذ الحرب العالمية الثانية.

وورد تقرير من بنك أوف أميركا يوم الجمعة الماضي، تم الإشارة فيه إلى أن المستثمرون ضخّوا في الأسواق العالمية أموالاً قياسية في السندات المحمية من التضخم، مع استعدادهم لاحتمالية تسارع التضخم في الفترة المقبلة. وذكر "بنك أوف أمريكا" عبر تقريره الأسبوعي الصادر اليوم الجمعة، أن المستثمرين ضخوا 2.6 مليار دولار في السندات المحمية من التضخم، وهذا يعتبر أكبر مبلغ على الإطلاق.

توجّه المتداولين القياسي إلى السندات المحمية من التضخم أمر يجب أخذه بعين الاعتبار عند الحديث عن الذهب، فالذهب يعتبر أصلاً من الأصول المفضّلة أيضاً لتغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية للنقد. بالتالي، يتم طلبه. وشهدت الأسهم في الولايات المتحدة سيولة نقدية خارجة نحو 6.6 مليار دولار وهي أكبر تدفقات خارجة في سبعة أسابيع، وشهد الذهب سادس أكبر تدفق أسبوعي على الإطلاق بلغ مقداره 2.9 مليار دولار بحسب تقرير بنك أوف أميركا.

كل تلك التدفقات النقدية لأسواق الملاذ الآمن وتحديداً السندات المرتبطة في التضخم، أسباب تدفع للاعتقاد بأننا أمام أسبوع ربما سنشهد فيه ارتفاع في أسعار الذهب، ربما لتقترب أكثر من حاجز الـ1800 دولار الذي طال انتظاره.

وبالرجوع إلى انتشار فيروس كوفيد 19، ارتفع عدد الإصابات في العالم إلى أكثر من 10.111 مليون إصابة بحسب قراءة موقع worldometers هذا اليوم، وشهدنا يوم الجمعة الماضي تسجيل أكبر عدد إصابات يومية في العالم، بلغ ما يزيد عن 194 ألف إصابة. ورغم بعض الانخفاض في عدد الإصابات يوم السبت، إلا أن الأعداد ما زالت كبيرة جداً وتفوق الـ176 ألف إصابة. على ما يبدو، نحن الآن نعيش في الموجة الثانية لانتشار فيروس كورونا، والذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص حول العالم.

والتوجّه للذهب ربما يتزايد مع عودة القلق من أن لا يتعافى الاقتصاد العالمي بشكل سريع كما كان يعتقد سابقاً، حيث أن الانتشار يؤجّل إعادة فتح الاقتصاد بشكل كلّي، وبالتالي هذا يعني بقاء الضعف الاقتصادي. وانكمش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأوّل من هذه السنة بنسبة 5%، ومن المتوقع أن نشهد انكماشاً قوياً خلال الربع الثاني، مما يعني دخول الاقتصاد الأمريكي في الركود التقني، والذي ربما سيكون الأسوأ منذ ثلاثينات القرن الماضي.

وننتظر هذا الأسبوع محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأغلب التوقعات تشير إلى أن المحضر سيتضمّن الإشارة إلى أن الفيدرالي سيستمر في تحفيزاته الاقتصادية على المدى الطويل، ربما لعام 2022، حيث أن عام 2021 ربما لن يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تعافي تام، بل سيحتاج لفترة أطول. إلى جانب ذلك، سننتظر بيانات الوظائف الأمريكية يوم الخميس المقبل، والتي من شأنها أن تتسبب في تذبذب كبير بأسعار الذهب.

بحسب التحليل الفني، ثبات تداول أسعار الذهب فوق مستوى 1740 يعتبر إيجابي، وقد يسبب بقاء الاتجاه الصاعد. لكن لهذا الأسبوع، التداول فوق 1760 سيكون محفّزاً أكبر للموجات الصاعدة، لمحاولة وصول أسعار قريبة من الـ1800 دولار للأونصة الواحدة.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط