هل يستعيد الذهب بريقه من جديد أم أن لعوائد السندات رأي آخر؟

15 مارس 2021 03:55 م

ارتفعت أسعار الذهب في 2020 لأعلى مستوياتها على الإطلاق قرب مستويات الـ 2075 دولار للأونصة، وذلك في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، وقيام البنوك المركزية حول العالم بضخ كميات ضخمة من الأموال في محاولة لاحتواء تداعيات الجائحة على الاقتصادات العالمية والتي شهدت واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية.

ومنذ أغسطس الماضي تراجعت الأسعار مع توالي الإعلان عن اللقاحات، وتفاؤل الأسواق بعودة النشاط الاقتصادي لطبيعته، مع انتشار اللقاحات على نطاق واسع، وتراجع أعداد الإصابات الجديدة مؤخرًا، مما وضع مزيد من الضغوط على الذهب ليُسجل أدنى مستوياته منذ يونيو الماضي عند 1676 دولار.

وخلال الأسبوع الماضي، مرر مجلس النواب الأمريكي حزمة تحفيزية جديدة مساء الأربعاء والتي تبلغ 1.9 تريليون دولار، قبل أن يقوم الرئيس الأمريكي، جو بايدن بتوقيع القانون يوم الجمعة، وكان مجلس الشيوخ قد مرر مشروع القانون وسط معارضة من الجمهوريين.

وتلقى المعدن الأصفر تلك الأنباء بإيجابية ليرتفع من أدنى مستوياته على مدار 10 أشهر تقريبًا، ويتداول في الوقت الحالي حول مستويات الـ 1730 دولار للأونصة.

ومع ارتفاع العائد على السندات الذي شهدناه مؤخرًا، وفي ظل إيجابية أغلب البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، شهدنا تراجعًا في الطلب على الذهب كأحد الملاذات الآمنة، حيث ارتفع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات لتصل إلى 1.60% وهي أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام تقريبًا.

وانخفض الذهب بنحو 14% حتى الآن منذ بداية 2021، وذلك بعد أن سجل أفضل أداء له في 10 سنوات خلال العام الماضي، بسبب مخاوف الأسواق من الفيروس وانخفاض أسعار الفائدة وإجراءات التحفيز غير المسبوقة.

وعادة ما يتم التوجه للذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم، وفي ظل الأموال الرخيصة المتاحة في الأسواق حاليًا ارتفعت توقعات ارتفاع التضخم خلال الفترة القادمة، ولكن مع ارتفاع عوائد السندات وسط تزايد حالة التفاؤل في الأسواق بشأن الانتعاش القادم، مما أدى لارتفاع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب. وكان الارتفاع الأخير في أسعار الفائدة الحقيقية علامة على تزايد التفاؤل بشأن الانتعاش الاقتصادي.

هناك علاقة عكسية بين اتجاه أسعار الذهب وعوائد السندات، فمع ارتفاع عوائد السندات تتراجع أسعار الذهب والعكس صحيح، وهذا ما يُوضحه الرسم البياني التالي:

يحتفظ المستثمرين بثرواتهم بعدة طرق أحدها عن طريق العملات والأخرى عن طريق المعادن النفيسة كالذهب، ولكن الاستثمار في الذهب لا يُدر أي فائدة وفي الواقع تخزين الذهب المادي يكون مكلفًا، والبديل هنا هو الاحتفاظ بأموالك في سندات منخفضة المخاطر تمنحك فائدة على سبيل المثال، لذلك عند ارتفاع عوائد السندات يجعل ذلك الاستثمار في الذهب أقل جاذبية.

وهذا ما شهدناه خلال الفترة الأخيرة من ارتفاع لشهية المخاطرة لبعض المستثمرين والاتجاه لأصول ذات مخاطر عالية كالأسهم، والبعض الذي اتجه لأصول ذات مخاطر منخفضة كالسندات الأمريكية، وذلك مع ارتفاع آمال الأسواق بتحقيق تعافي اقتصادي قوي.

وبحسب التحليل الفني، تظل مستويات الـ 1740 دولار للأونصة في الوقت الحالي عاملًا أساسيًا لوضع الذهب على طريق التعافي للعودة مرة أخرى لمستويات الـ 1770 دولار ومنها لمستويات الـ 1800، الذي وبحسب قسم الدراسات نراه بداية عودة بريق الذهب ليستعيد مستويات الـ 1900/1960 دولار التي وصل إليها في بداية عام 2021، ولكن سيكون مستوى الدعم القوي عند 1670 دولار محوريًا لتحديد مصير المعدن الأصفر، حيث أنه مع كسر ذلك المستوى سيفتح الباب أمام هبوط قوي قد يدفع بالأسعار لـ 1600 أو حتى 1560 دولار للأونصة.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط