كما عهدنا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، فهو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، واليوم، شهدنا عودة نشاط الرئيس الأمريكي عبر تلك المنصّات ليقوم بنشر العديد من التغريدات التي تحث الناخبين على اختياره، مما أعطى المزيد من التأكيدات للأسواق المالية بأن صحّة الرئيس الأمريكي في تحسّن بعد إصابته بفيروس كوفيد 19. وارتفعت أسواق الأسهم حول العالم مع الأنباء التي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي سيغادر المستشفى ويعود للبيت الأبيض اليوم، وشهد الدولار انخفاضاً في ظل توجّه المتداولين لأسواق العائد المرتفع مع تحسّن شهية المخاطرة.
ودعا الرئيس الأمريكي متابعيه عبر منصّة التواصل الاجتماعي "تويتر" للتصويت له، قائلاً "صوّتوا لحماية أصحاب الحالات الخاصة، ومحاربة الإعلام الكاذب"، كما غرّد قائلاً: "صوّتوا من أل رعاية صحيّة رخيصة". كما صرّح الرئيس الأمريكي عبر حسابه الرسمي قائلاً :"تخفيضات ضريبية تاريخية، والمزيد من التخفيضات قادمة" !
واستفاد اليورو مقابل الدولار الأمريكي من انخفاض الدولار، إلى جانب صدور بيانات القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات لتشير لانكماش أقل من التقديرات السابقة لقطاع الخدمات في منطقة اليورو، فيما عاد النمو في قطاع الخدمات الألماني. وحقق اليورو مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعاً بعد ملامسته الأدنى اليوم عند سعر 1.1705 دولار لليورو الواحد، ليحقق الأعلى عند سعر 1.1769 دولار.
كما استطاع الجنيه الإسترليني الارتفاع بشكل ملموس بعد ملامسته الأدنى عند 1.2898 دولار، ليحقق الأعلى على مدى جلسة تداول اليوم الإثنين عند 1.2982 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. وأظهرت القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات قطاع الخدمات البريطاني نمواً يفوق التقديرات السابقة، حيث ارتفع مؤشر مدراء المشتريات لقيمة 56.1 نقطة، بارتفاع من التقديرات السابقة 55.1 نقطة. أي قيمة فوق الـ50 نقطة تعبّر عن نمو، عكس القيم ما دون الـ50 التي تدل على انكماش في القطاع.
أما زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، فقد ارتفع مشيراً لانخفاض في الين الياباني بأكثر من انخفاض الدولار مقابل العملات، حيث ارتفع زوج الدولار مقابل الين الياباني اليوم من الأدنى عند سعر 105.24 ين وصولاً للأعلى عند سعر 105.66 ين للدولار الأمريكي الواحد. ويتعرّض الين الياباني لموجات بيع مكثّفة مع تحسّن معنويات المتداولين في الأسواق المالية، لينخفض الين الياباني أيضاً مقابل أغلب العملات الرئيسية.
ورغم تعرّض أسعار الذهب لضغط هابط بداية تداول هذا الأسبوع لامس السعر خلالها الأدنى عند 1886 دولار للأونصة الواحدة، إلا أن الأسعار عادت للارتفاع وتلامس الأعلى عند 1909 دولار، ولتستقر فوق حاجز الـ1900 دولار للأونصة الواحدة، حيث أن انخفاض الدولار حفّز موجة شرائية على الذهب، خصوصاً مع عودة آمال توصّل الديمقراطيين والجمهوريين لاتفاق حول حزمة تحفيز جديدة لدعم الاقتصاد. حزم التحفيز الاقتصادية تعتبر سياسات مالية داعمة للذهب، إذ أنها تعني ضخ المزيد من النقد للأسواق.
ومع كل التفاؤل في الأسواق، استطاعت أسعار النفط الارتفاع اليوم، متجاهلة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19 حول العالم لأكثر من 35.45 مليون إصابة منذ بدء الجائحة، ووصول عدد الوفيات لأكثر من 1.04 مليون وفاة. فالمتداولون حالياً يركّزون على أن تحسّن صحّة الرئيس الأمريكي عامل يقلل من حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدّة.
وارتفع سعر النفط الأمريكي الخفيف في عقوده الأقرب تسليماً للأعلى عند 39.12 دولار للبرميل الواحد، بعدما كان قد لامس الأدنى سابقاً خلال اليوم عند 37.09 دولار للبرميل، وبذلك عوّض سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف كل الخسائر التي تكبّدها خلال تداولات الجمعة الماضي.
لكن في نفس الوقت، يتابع المتداولون أي مستجدات بخصوص إجراءات الدول لتقييد التحركات وإجراءات عزل جديدة للحد من انتشار فيروس كوفيد 19، خصوصاً بعد تصريحات من وزير الصحّة الإيطالي التي أشار فيها إلى أن الحكومة ستجتمع لاتخاذ قرارات بهذا الخصوص لإيقاف انتشار الفيروس الذي عاد انتشاره للتسارع في عدّة دول في منطقة اليورو.
