انتعشت الثقة في الأسواق المالية، وارتفعت العديد من مؤشرات الأسهم الرئيسية حول العالم، وتداولت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية المستقبلية في مكاسب، بعد تأكيد الكونجرس الأمريكي على فوز "جو بايدن" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبعدما صرّح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" متعهّداً بأن يكون انتقال السلطة "انتقال منتظم" في الـ20 من هذا الشهر يناير. واعتبرت الأسواق المالية تصريحات ترامب بأنه اعتراف بالهزيمة، بعد العديد من المحاولات لنقد نتائج الانتخابات الرئاسية.
وتداول مؤشر داوجونز الأمريكي في عقوده المستقبلية اليوم بين مستوى 30803 ومستوى 31047 نقطة، مستقراً من أعلى مستويات قياسية سجّلها اليوم عند المستوى المشار له الأعلى بحسب منصّة Equiti. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 اليوم ليلامس مستوى 3781 نقطة، وهو قرب الأعلى تاريخياً المتحقق أمس عند 3783 نقطة. لكن، رغم ارتفاع مؤشر داوجونز ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس، لم يحالف مؤشر نازداك التكنولوجي الحظ، فقد انخفض خلال جلسة تداول أمس، واليوم رغم ارتفاع عقوده المستقبلية، لكنه ما يزال بعيداً ما دون المستوى القياسي المتحقق سابقاً الأسبوع الماضي عند 12965 نقطة.
وتوجّه المتداولون في الأسواق المالية نحو أسهم ترتبط بالنمو، وقطاعات شملت قطاع الصناعة والصناعات التحويلية، وكذلك قطاع البنوك. لكن بالنسبة لشركات التكنولوجيا، فقد عانت العديد منها من ضغط هابط. سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس الشيوخ يبشّر باحتمالية إقرار حزم تحفيزية كبيرة في الولايات المتحدّة خلال هذه السنة 2021، مما يعتبر داعم للنمو الاقتصادي والشركات المرتبطة فيه. لكن من ناحية أخرى، قد يتم وضع العديد من القوانين لمكافحة الاحتكار لشركات تكنولوجية، إلى جانب أن الرئيس المنتخب "جو بايدن" قد يتوجّه لرفع الضرائب على الشركات.
وارتفاع الثقة في الأسواق المالية، ضغط على أسعار الذهب التي انخفضت اليوم للجلسة الثانية على التوالي، حيث انخفض سعر الذهب من الأعلى المتحقق اليوم عند سعر 1927 وصولاً إلى الأدنى عند 1908 دولار للأونصة الواحدة. وكانت أسعار الذهب قد لامست أمس الأدنى حول الحاجز النفسي 1900 دولار، بعدما انخفضت من الأعلى المتحقق أمس عند 1959 دولار.
وصعد الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الرئيسية، لكن رغم الارتفاع الذي شهده مؤشر الدولار، فهو ما زال قريباً من أدنى مستويات له منذ أبريل عام 2018.
وشهد اليورو مقابل الدولار الأمريكي هبوطاً خلال تداولات اليوم بعد ملامسته الأعلى عند سعر 1.2343 دولار، ملامساً بعدها الأدنى عند سعر 1.2244، متأثّراً بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل سلّة العملات. لكن، ما حد من التأثيرات السلبية على الزوج هو بيانات ألمانية صدرت اليوم أفادت بنمو أوامر المصانع بنسبة 2.3%، ليستمر النمو للشهر السابع على التوالي. كانت توقعات الأسواق تشير لاحتمال أن تظهر البيانات انكماشاً، لكن بإظهارها استمرار النمو، ارتفعت مؤشرات الأسهم الألمانية والعديد من الأوروبية المرتبطة بالصناعة، وخفف ذلك من الضغط الهابط على اليورو.
لكن أبقت بيانات التضخم ومبيعات التجزئة الأوروبية الضغط على اليورو بشكل عام، إذ أن بيانات التضخّم تظهر استمرار الضغوط الهبوطية التضخمية إلى جانب أن بيانات مبيعات التجزئة أظهرت انكماشاً.
أما الجنيه الإسترليني، فقد لامس الأعلى له اليوم عند سعر 1.3631 دولار، قبل أن ينخفض ملامساً الأدنى عند سعر 1.3555 دولار للجنيه الإسترليني لواحد. وصدرت اليوم بيانات مؤشر مديري مشتريات قطاع الإنشاءات البريطاني، لتظهر استمرار النمو في القطاع. لكن، هذا النمو تباطأ قليلاً، وظهر على شكل انخفاض في المؤشر من 54.7 إلى 54.6 نقطة.
بانتقالنا لزوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، سنجد ضعفاً كبيراً قد اعترى الين الياباني اليوم، حيث أن الين الياباني عاد للتأثّر سلباً بحالة الثقة وارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق، فتعرّض لعمليات بيع من متداولين قاموا ببيع الين الياباني في سبيل التوجّه نحو أسواق ذات عائد مرتفع، شملت أسواق الأسهم. وبسبب امتزاج انخفاض الين الياباني وارتفاع الدولار، صعد زوج الدولار مقابل الين الياباني من الأدنى اليوم عند سعر 102.94 إلى مستوى 103.74 ين للدولار الأمريكي الواحد.
تجدر الإشارة إلى أن بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية صدرت اليوم بأفضل من التوقعات، لتظهر انخفاض أعداد طلبات الإعانة الأسبوعية من 790 ألف إلى 787 ألف طلب. وينتظر المتداولون الآن بيانات الوظائف الأمريكية المنتظر صدورها يوم غد الجمعة، والتي من المحتمل لها أن تظهر ارتفعاً في معدّل البطالة.
