رغم التوتّر الكبير الذي شهدته الأسواق المالية بعد المناظرة الأولى ضمن السباق الرئاسي الأمريكي بين "دونالد ترامب" و"جو بايدن"، إلا أن بيانات اقتصادية صدرت اليوم أعادت التفاؤل للأسواق المالية، واستطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية تعويض خسائر تداولات العقود الآجلة لها وارتفعت.
وصدرت بيانات القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لتظهر بأن الانكماش الذي حصل في الاقتصاد خلال الربع الثاني الماضي بلغ نسبته 31.4%، ورغم أنه انكماش قياسي، إلا أن هذه القراءة جاءت بأقل من التقديرات السابقة عند 31.7%. كما صدرت بيانات مؤشر ADP للوظائف المستحدثة في القطاعات الغير زراعية، لتبرز توظيف 749 ألف موظف جديد خلال الشهر الجاري، بما يفوق التوقعات التي أشارت لاحتمال توظيف حوالي 650 ألف. وجاءت القراءة أيضاً أفضل من بيانات شهر أغسطس التي أثبتت توظيف 481 ألف.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات مؤشر مدراء المشتريات لولاية شيكاغو الأمريكية تسارعاً كبيراً يفوق التوقعات بمراحل في النمو، حيث أظهرت قراءة مدراء المشتريات ارتفاعاً من 51.2 إلى 62.4 نقطة، وهذا أعلى مستوى وصله المؤشر منذ فبراير عام 2019.
وارتفعت عقود مؤشر داوجونز المستقبلية بعدما كانت قد لامست الأدنى عند 27162 نقطة، لتصل للأعلى عند 27848 نقطة، وما زال المؤشر يتداول بارتفاع ملموس. كما ارتفعت عقود مؤشر ستاندرد آند بورز لكبرى الشركات الأمريكية، ليحقق مكاسب بعدما كان قد لامس الأدنى عند 3301 نقطة، وارتفع وصولاً إلى 3373 نقطة. (المستويات كما هي تمام الساعة 02:38 مساءاً بتوقيت غرينتش).
وبالنسبة لتداولات مؤشر داوجونز الآنية، فقد ارتفع مؤشر داوجونز بأكثر من 1.4%، وحقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً بلغت نسبته 1.11%، فيما ارتفع مؤشر نازداك لشركات التكنولوجيا بأكثر من 1.29%.
وبعدما سادت عمليات طلب كبيرة على الدولار الأمريكي في ظل عمليات جني أرباح حصلت خلال الجلسة الآسيوية والأوروبية، عاد الدولار للانخفاض مع توجّه المتداولين لأسواق العائد المرتفع بعد صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية. وبعد أن لامس مؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة العملات الرئيسية الأعلى عند 94.19، عاد للانخفاض ليتداول ما دون الـ94 نقطة.
وقلّص اليورو مقابل الدولار الأمريكي من الخسائر التي تعرّض لها صباحاً، ولامس خلالها الأدنى عند سعر 1.1684 دولار لليورو الواحد، وعاد للارتفاع فوق مستوى 1.1700. وكان الزوج قد لامس الأعلى له خلال جلسة اليوم عند 1.1754. لكن الارتفاع الذي يشهد اليورو مقابل الدولار الأمريكي حتى هذه اللحظة ما يزال محدوداً، إذ أن حديث رئيسة المركزي الأوروبي اليوم ضغط على اليورو، فقد أكّدت "كريستين لاجارد" أن التضخم تراوح عند متوسط 1.2% منذ شهر أغسطس عام 2008 وحتى نهاية 2019، وأن المركزي "بحاجة إلى تحليل شامل للقوى التي تقود ديناميكيات التضخم اليوم" وسينظر "فيما إذا كان يجب تعديل إستراتيجية سياساته استجابة لذلك وكيفية إجراء التعديل".
أما بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد قفز وارتفع مقابل الدولار بعدما لامس الأدنى عند 1.2804 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، ليتداول فوق الـ1.29 دولار للجنيه، معوّضاً كامل خسائره التي تحققت خلال الجلسة الأوروبية والبريطانية قبل افتتاح الأسواق المالية الأمريكية اليوم. واستفاد الجنيه الإسترليني أيضاً من القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الثاني الماضي، والتي جاءت بتقديرات أفضل ولو بقليل من التقديرات السابقة. وأعلن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني بأن الاقتصاد انكمش خلال الربع الثاني 2020 بواقع 19.8%، ليعدّل التقديرات السابقة التي أشارت لانكماش 20.4%.
وتداول زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في نطاق محدود بين سعر 105.79 وسعر 105.42 ين ياباني للدولار الأمريكي الواحد، متأرجّحاً مع قوّة الدولار التي حصلت في الساعات المبكّرة للجلسة الأوروبية، وبين ضعف الدولار الذي عاد مع بداية تداول الجلسة الأمريكية.
وصدر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مشيراً لانخفاض فاق التوقعات في مخزون النفط، بلغ مقداره 2 مليون برميل، وبدعم هذا التقرير، عادت أسعار النفط الأمريكي الخفيف للارتفاع بعدما كانت قد انخفضت اليوم للأدنى عند 38.67 دولار، لتلامس الأعلى عند سعر 39.73 دولار للبرميل الواحد.
لكن الذهب لم يكن محظوظاً بشكل كبير اليوم! فقد توقّف الاتجاه الهابط بالفعل بعد صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية، ليصعد بعدما لامس الأدنى عند 1881 دولار، لكن توقّف الارتفاع بعد ملامسة الحاجز النفسي 1900 دولار للأونصة، وعادت الأسعار للتداول في مستويات وسطية بين الأعلى والأدنى المتحقق اليوم.
