صدرت اليوم بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية من الولايات المتحدّة، لتظهر انخفاض أعداد طلبات الإعانة لأدنى مستوى منذ شهر مارس الماضي 2020، حيث تم تسجيل 787 ألف طلب جديد الأسبوع الماضي، مقارنة بـ 482 ألف الأسبوع الذي سبقه. وساهمت هذه البيانات في أعادة الطلب على الدولار الأمريكي، خصوصاً مع خيبة أمل المتداولين في أن يتم التوصّل لاتفاق حول حزمة تحفيزية من الحكومة الأمريكية في وقت قريب.
ويبدو بأن هنالك اختلاف في الآراء حول مجلس النوّاب الذي يسيطر عليه الديمقراطيّون مع مجلس الشيوخ ذو الأغلبية من الجمهوريين، حول حجم خطّة التحفيز وكيفية الإنفاق وتوزيعها بين الولايات، مما يجعل المتداولين أكثر قلقاً حول إقرار الخطّة في الوقت المناسب، في وقت يحتاج فيه الاقتصاد الأمريكي التحفيز من جديد، بعدما أظهرت عديد من البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخّراً أن وتيرة التعافي الاقتصادي آخذة في التباطؤ.
واستطاع الدولار الأمريكي التقاط أنفاسه اليوم، وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة العملات الرئيسية من الأدنى له عند 92.61 نقطة، ليلامس الأعلى عند 92.97 نقطة. ورغم أن الارتفاع لم يستطع تعويض الكثير من الخسائر التي تكبّدها الدولار خلال الجلسات الأربع الماضية، إلا أن هذا الارتفاع في الدولار جاء مع نشوء بعض الطلب في ظل حالة من عدم اليقين تسيطر على الأسواق.
ومع ارتفاع الدولار، شهدت أسعار الذهب موجة جني أرباح، وانخفض سعر الذهب بعد ملامسته اليوم الأعلى عند سعر 1925 دولار، ليلامس بعدها الأدنى عند سعر 1902 دولار. وفقد الذهب كل المكاسب التي تحققت أمس، فالبيانات الاقتصادية الأمريكية التي صدرت اليوم قلّلت طلب المعدن الثمين، لينخفض ويخسر كل مكاسبه.
وانخفض زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي من الأعلى عند سعر 1.1866 وصولاً للأدنى عند سعر 1.1810 دولار لليورو الواحد، وما زال الزوج يتداول منذ ملامسته الأدنى ضمن نطاقات محدودة، لكنها تميل لصالح الدولار الأمريكي. ورغم أن الجنيه الإسترليني يتداول في أعلى مستوياته منذ الثامن من شهر سبتمبر الماضي 2020، إلا أن الزوج انخفض اليوم بعدما لامس الأعلى عند سعر 1.3150 وصولاً للأدنى عند سعر 1.3082 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
وكان الجنيه الإسترليني قد ارتفع يوم أمس بشكل كبير مقابل سلّة العملات الأجنبية، مع عودة آمال توصّل قادة الاتحاد الأوروبي لاتفاق مع المملكة المتحدّة.
أما بالنسبة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، فنجدها تتداول ضمن نطاقات محدودة نسبياً هذا اليوم، حيث تداول مؤشر داوجونز بين الأعلى 28262 نقطة والأدنى 28002 نقطة، ويحاول مؤشر داوجونز الارتفاع اليوم، إلا أنه ما زال يتداول على خسائر على مدى تداول هذا الأسبوع، في ظل عدم إقرار خطّة تحفيزية حتى هذه اللحظة من الحكومة الأمريكية.
وبالنسبة لأسعار النفط، فهي تتداول على قليل من الارتفاع اليوم، حيث أن سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف صعد من الأدنى 39.76 دولار وصولاً للأعلى عند سعر 40.51 دولار، إلا أن الارتفاع ما يزال محدوداً جداً، في ظل تسارع انتشار فيروس كوفيد 19 في العالم، وتسجيل يوم أمس ارتفاع قياسي في عدد الإصابات عالمياً، وصل لأكثر من 437 ألف إصابة جديدة.
وربما ستبقى الأسواق المالية في حالة من التذبذب، لحين صدور أي مستجدات بخصوص الحزمة التحفيزية في الولايات المتحدّة.
وبالنظر إلى العملة التركية، فقد شهدنا انخفاضاً سريعاً وقوياً بعدما قرر بنك تركيا المركزي اليوم تثبيت سعر الفائدة عند 10.25%، ولم يقدّم أي تحفيز للعملة التي انهارت مقابل الدولار. وبسبب ذلك، ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية لمستوى قياسي جديد سجّل حول سعر 7.97 ليرة تركية للدولار الأمريكي الواحد.
